نفس للثقافة والفنون ومساحات ثقافية
تعتبر مدينة غازي عينتاب التركية من المدن التي تعرضت وبشكل مستمر لموجات هجرة كبيرة داخلية منها وخارجية وبالرغم من هذا لم تتأثر المدينة بالتعدد الثقافي الذي كان نتيجةً لتلك الموجات. وفي ضوء هذا تفتقر المدينة للنتاج الثقافي والفني الجيد.
وبالرغم من الجهود الحثيثة للسلطات المحلية المتمثلة بافتتاح العديد من المراكز الثقافية لخلق صورة ثقافية وفنية وتاريخية للمدينة إلا أن هذه المراكز لم يتم تفعيلها بالشكل الأمثل ولم ترقَ إلى تطلعات الفنانين كمساحات للتفاعل والإبداع.
ويعتبر الفنانون السوريون أكثر من تأثر بندرة هذه المساحات الثقافية لعدم توفر الحالة الفنية والثقافية الغنية كما كانت موجودة في سورية. فهل من الصعب الوصول إلى حالة إنتاج فني في غازي عينتاب؟ يتساءل أحدهم.
مع تأسيس مؤسسة نفس والبدء بتنظيم الدورات الموسيقية للشباب وجدنا بأن هذه الدورات خلقت مساحة اجتماعية أتاحت للشباب فرصة اللقاء وتبادل الخبرات الفنية والثقافية. وعندما شعرنا بحاجة لمساحة أكبر للتبادل الفني والثقافي جاء التعاون بين مؤسسة نفس وبرنامج مساحات ثقافية الذي يهدف لدعم المراكز الفنية والفاعلين في مجال الثقافة في المدن التركية كإزمير وغازي عينتاب وديار بكر. حيث نجح البرنامج في سنته الأولى بتنفيذ خمسة مشاريع في كل من هذه المدن.
يقوم برنامج مساحات ثقافية حالياً بتنظيم سلسلة من الفعاليات في المدن الثلاثة بهدف تمكين وتعزيز التفاعل بين المحليات والفاعلين الثقافيين والفنانين والجمهور. ومع بدء البرنامج بتحقيق أولى أهدافه بتكوين شبكة من المجموعات الفنية والثقافية. سعى البرنامج لتمكين هذه المجموعات من تقديم أولى رؤاهم وأعمالها. من خلال ذلك يرى برنامج مساحات ثقافية بأن خلق مساحة للثقافة والفنون يتطلب إدارة ثقافية قادرة على العمل ضمن مفاهيم وأطر مختلفة.
وبالرغم من عدم وجود حل واضح لهذه المشكلة تستمر مؤسسة نفس في طرح الأسئلة واقتراح حلول للوصول لمساحة ثقافية وفنية مستدامة في مدينة غازي عينتاب.